رأت صحيفة "الفاينانشال تايمز" البريطانيّة، في مقال رأي بعنوان "مقتل العالِم النووي الإيراني يعقّد خطّة بايدن للشرق الأوسط"، أنّ "اغتيال العالِم النووي الإيراني البارز محسن فخري زاده، بمثابة الهديّة للمتشدّدين في طهران، ستجعل الصفقة أصعب على الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن".
ولفتت إلى أنّ "بايدن يعتزم إعادة الانضمام إلى الاتفاق النووي مع إيران، الّذي انسحب منه سلفه دونالد ترامب عام 2018، لكن الهدف، المعقّد بالفعل، أصبح أكثر صعوبة، وهو بالتأكيد نيّة ترامب ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، وكذلك حلفائهم العرب السنّة في الخليج بقيادة محمد بن سلمان، ولي العهد والحاكم الفعلي للسعودية".
وأشارت الصحيفة إلى أنّ "قبل مغادرته، يبدو فريق ترامب عازمًا على سياسة الأرض المحروقة في الشرق الأوسط، لجعل طريق إدارة بايدن القادمة إلى الدبلوماسيّة أكثر صعوبة. بالإضافة إلى فرض المزيد من العقوبات، ورد أنّ ترامب طلب المشورة مؤخّرًا بشأن جدوى شنّ ضربات جويّة على المنشآت النووية الإيرانية".
وذكرت أنّ "هذا الشهر، توسّط وزير الخارجيّة الأميركية مايك بومبيو، في اجتماع مفاجئ في السعودية بين نتانياهو والأمير بين سلمان. ظاهريًّا حول الوفاق و"تطبيع" العلاقات، كان الأمر أيضًا يتعلّق بجبهة موحّدة ليس فقط ضدّ طهران ولكن سياسة بايدن تجاه إيران، ممّا أدّى إلى إطلاق أجراس الإنذار في جميع أنحاء المنطقة". وركّزت على أنّ "قتل فخري زاده رفع مستوى التحدّي. الافتراض المأمول هو أنّه لن تكون هناك حرب حقيقيّة، ولكن سيكون هناك حساب".
كما بيّنت أنّ "أولئك الّذين يقاومون القوّة الإيرانية المتنامية في الشرق الأوسط، يبتهجون بمقتل فخري زاده. لكن الفيزياء الإيرانيّة لا يمكن أن تُقتل، ولا القناعة المتزايدة بين الإيرانيّين بأنّ الولايات المتحدة الأميركية لا يمكن الوثوق بها، لأنّها تراجعت عن الصفقات الدوليّة. هذه هديّة سياسيّة للمتشدّدين". وخلصت إلى أنّه "يجب على الرئيس المقبل أن يَجد طريقةً للتعامل مع إرث قائد فيلق القدس الإيراني الراحل قاسم سليماني من الميليشيات شبه العسكريّة -المسلّحة بالصواريخ- الّتي أقامت ممرًّا شيعيًّا إيرانيًّا من بحر قزوين إلى البحر الأبيض المتوسط".